الدرس الأول : المحسنات البديعية الطباق

0

سوف نبدأ بشرح المحسنات البديعة وهذا الدرس الأول:



المطابقة في أصل اللغة: أن يضع البعير رجله موضع يده فإذا فعل ذلك قيل: طابق البعير. قال الأصمعي : المطابقة أصلها وضع الرجل موضع اليد في مشي ذوات الأربع. وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي: طابقت بين شيئين، إذا جمعت بينهما على حد واحد.


وليس بين التسمية اللغوية  الاصطلاحية أدنى مناسبة، ذلك أن المطابقة أو الطباق في اصطلاح رجال الدين هي :
الجمع بين الضدين أو بين الشيء وضده في كلام أو بيت شعر كالجمع بين اسمين متضادين من مثل: النهار والليل ، والبياض والسواد، والحسن والقبح أو كالجمع بين فعلين متضادين مثل يظهر ويبطن ، ويُسعد ويُشقى، ويحيي ويميت .
 وكذلك الجمع بين حرفين متضادين، نحو قوله تعالى: 
(( لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ))، فالجمع بين حرفي الجر ( اللام وعلى ) مطابقة، لأن في اللام معنى المنفعة وفي ( على ) معنى المضرة وهما متضادان.
قال زكي الدين بن أبي الأصبع المصري: المطابقة ضربان:
ضرب يأتي بألفاظ الحقيقية وضرب يأتي بألفاظ المجاز.
1- فالضرب الذي يأتي بألفاظ الحقيقية هو مايسمى المطابقة أو الطباق ومن أمثلة ذلك
قوله تعالى(( وأنه هو أضحك وأبكى ، وأنه هو أمات وأحيى )).
2- والضرب الذي يأتي بألفاظ المجاز يسميه قدامة بن جعفر ( التكافؤ) ومنه قول الشاعر:
          حلو الشمائل وهو مر باسل            يحمي الدمار صبيحة الإرهاق

فقوله ( حلو و مر ) يجري مجرى الاستعارة، إذ ليس في الإنسان ولا في شمائله
ما يذاق بحاسة الذوق.
وللمطابقة أنواع:
1- مطابقة الإيجاب.
2- مطابقة السلب.
3- وإيهام التضاد.
سوف يكون لها شرح خاص في درس قادم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة الإلكترونية

جميع الحقوق محفوظه © شـــام التعليمية

تصميم الورشه