لماذا قال الله تعالى ( وقالَ نسوة في المدينة ) ولم يقلْ ( وقالت نسوة في المدينة ) ؟

0
لماذا قال الله تعالى ( وقال نسوة في المدينة ) ولم يقلْ ( وقالت نسوة في المدينة ) ؟
كقوله تعالى ( قالت الأعراب آمنا ) ولم يقلْ تعالى 

( قال الأعراب آمنا ) ؟

قال الدكتور محمود شمس حفظه الله تعالى :
إنّ الفاعل إذا كان جمعًا ، أو اسم جمع كما هو الحال في تلك الآية الكريمة ؛فإنه

 يجوز في فعله : ( التذكير ، والتأنيث ) .
ويُغلبُ التذكير إذا كان المقصود بالجمع : قلة العدد؛ كما في قوله تعالى ( وقال نسوة ) ؛ فلأنّ المتكلمين في حق امرأة العزيز آنذاك ( قلة ) من النساء ؛ فآثر الحق جلّ وعلا التذكير : إشارة إلى قلة عدد المتكلمين ؛ لأنه على تقدير : وقال ( جمع ) نسوة .
ويُغلّب التأنيث إذا كان المراد من الجمع كثرة في العدد؛ لأنه يكون على تقدير ( جماعة )
كما في قوله تعالى : ( قالت الأعراب آمنا ) ؛ فلِمَ آثر الحق ههنا التأنيث ؟
لأنه على تقدير : قالت ( جماعة ) الأعراب إشارة إلى كثرة عدد القائلين .
-ولِمَ ذُكّر الفعل مع ( المؤمنات ) في قوله تعالى :

( ياأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات )
مع أن المؤمنات مؤنث حقيقي التأنيث ؟
لأن ( المؤمنات ) وهنّ الفاعل جمع؛ فيجوز في فعله : التذكير والتأنيث،
 وآثر الحق جل وعلا التذكير في الفعل هنا : إشارة إلى قلة عددهن .
وتلك قاعدة مطردة في القرآن الكريم ، ومَن يتتبعها يدرك تلك الأسرار الدقيقة المرتبطة بالمعنى .
والله أعلم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

أرشيف المدونة الإلكترونية

جميع الحقوق محفوظه © شـــام التعليمية

تصميم الورشه