النابغة الذبياني شاعر جاهلي، كان الشعراء يذهبون إليه في سوق عكاظ ليحتكموا إليه
بينهم، فيقبلون حكمه في اختيار أفضل شعر أو شاعر .
جاء إليه حسان بن ثابت فأنشده فكان مما قاله:
لـنــا الـجـفـناتُ الـغـرُّ يلمعـنَ في الضّحى
وأســــيـافـنـا يـقـطُــرنَ مــن نجـــدةٍ دمــا
-الجفنات: أواني الطعام ، النجدة: الشجاعة أو مساعدة المحتاج.
فقال له النابغة: إنما أنت شاعر ( يقصد أنه ليس بأشعر الشعراء ).
فقال حسان : أنا - والله - أشعر منك ومن أبيك .
فقال له النابغة : قلت: ( لنا الجفنات ) فأقللت، ولو قلت: ( الجفان ) لكان أبلغ.
وقلت: ( أسيافنا ) ولو قلت: ( سيوفنا ) لكان أبلغ.
وقلت: ( يلمعن ) ولو قلت: ( يبرقن ) لكان أبلغ.
وقلت: ( بالضحى ) ولو قلت: ( بالدّجى ) لكان أمدح؛ لأن الضّيف بالليل أكثر.
ثم قال النابغة: يا بن أخي إنك لاتحسن أن تقول مثل قولي:
فإنـّـك كـالـلّــيـل الـّــذي هــو مـُــدْركِـي
وإن خـِلْـتُ أنّ الـمُـنـتـأى عـنـك واســع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق